کد مطلب:239373 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:240
صلة الماضی بالحاضر و المستقبل
... بدیهی أن بعض الأحداث التاریخیة، التی تمر بالأمة، تؤثر تأثیرا مباشرا، أو غیر مباشر فی واقعها، ان حاضرا، و ان مستقبلا .. بل و قد تؤثر فی روح الأمة، و عقلها، و تفكیرها .. و من ثم علی مبادئها العامة، التی قامت علیها قوانینها و نظمها، التی تنظم لها مسیرتها، و تهیمن علی سلوكها ... فقد تقوی من دعائمها، و تؤكد وجودها، و استمرارها، و قد تنسفها من أسسها، أن كانت تلك المبادی ء علی درجة كبیرة من الضعف و الوهن فی ضمیر الأمة و وجدانها ... و علی صعید العمل فی المجال العملی العام ...
فمثلا ... نلاحظ أن الاكتشافات الحدیثة، و التقدم التقنی قد أثر أثرا لا ینكر حتی فی عاطفة الانسان، التی یفرضها واقع التعایش .. و حتی فی مواهبه و ملكاته، فضلا عن سلوكه، و أسلوب حیاته ..
و حیث ان المبادی ء الاجتماعیة لم تكن علی درجة من الرسوخ و القوة فی ضمیر الانسان و وجدانه، و لم تخرج عن المستوی الشكلی فی حیاته العملیة - و ان انغرست فی أعماق بعض أفراده أحیانا فی دورات تاریخیة
[ صفحه 12]
قصیرة - نری أنها بدورها قد تأثرت بذلك، و نسفت او كادت من واقع هذه الأمة ، و عدمت أو كادت من دائرة حیاتها .. و لیكون البدیل - من ثم - عنها لدی هذا الكائن هو « الذاتیة » الكافرة بكل العواطف الاجتماعیة، و العوض عنها فی نفسه هو المادة الجافة، التی لا ترحم و لا ترثی، و لا تلین، لا یجد لذة العاطفة، و لا حلاوة الرحمة، و لیعود الانسان - بعد لأی - متشائما حاقدا، لا یثق بمستقبله، و لا یأمن من یحیط به، و لا یطمئن الی أقرب الناس الیه ..
و بطبیعة الحال، سوف یتأثر النش ء الجدید بذلك، ثم ینتقل ذلك الی الجیل الذی یلیه .. و هكذا ...
و هكذا .. فان الحدث التاریخی الذی كان قبل ألف سنة مثلا، أو أكثر قد تجد له آثارا بارزة، حتی فی واقع حیاتنا التی نعیشها الیوم.
و اذن .. فنستطیع أن نستخلص من هذا : أن الأحداث التاریخیة مهما بعدت، و من أی نوع كانت تؤثر فی وضع الأمة، و فی تصرفاتها، و فی حیاتها، و سلوكها علی المدی الطویل .. و تتحكم - الی حد ما - فی مستقبلها . و ان العامل التاریخی له أثر كبیر فی فرض المستوی الذی یعیشه المجتمع بالفعل، سواء فی ذلك الأدبی منه، أو العلمی، أو الدینی، أو السیاسی، أو الاقتصادی، أو غیر ذلك ..
و غنی عن القول هنا .. أن التأثر بالأحداث یختلف من أمة لأخری، و من عصر لأخر ..
فمثلا ... نلاحظ أن الاكتشافات الحدیثة، و التقدم التقنی قد أثر أثرا لا ینكر حتی فی عاطفة الانسان، التی یفرضها واقع التعایش .. و حتی فی مواهبه و ملكاته، فضلا عن سلوكه، و أسلوب حیاته ..
و حیث ان المبادی ء الاجتماعیة لم تكن علی درجة من الرسوخ و القوة فی ضمیر الانسان و وجدانه، و لم تخرج عن المستوی الشكلی فی حیاته العملیة - و ان انغرست فی أعماق بعض أفراده أحیانا فی دورات تاریخیة
[ صفحه 12]
قصیرة - نری أنها بدورها قد تأثرت بذلك، و نسفت او كادت من واقع هذه الأمة ، و عدمت أو كادت من دائرة حیاتها .. و لیكون البدیل - من ثم - عنها لدی هذا الكائن هو « الذاتیة » الكافرة بكل العواطف الاجتماعیة، و العوض عنها فی نفسه هو المادة الجافة، التی لا ترحم و لا ترثی، و لا تلین، لا یجد لذة العاطفة، و لا حلاوة الرحمة، و لیعود الانسان - بعد لأی - متشائما حاقدا، لا یثق بمستقبله، و لا یأمن من یحیط به، و لا یطمئن الی أقرب الناس الیه ..
و بطبیعة الحال، سوف یتأثر النش ء الجدید بذلك، ثم ینتقل ذلك الی الجیل الذی یلیه .. و هكذا ...
و هكذا .. فان الحدث التاریخی الذی كان قبل ألف سنة مثلا، أو أكثر قد تجد له آثارا بارزة، حتی فی واقع حیاتنا التی نعیشها الیوم.
و اذن .. فنستطیع أن نستخلص من هذا : أن الأحداث التاریخیة مهما بعدت، و من أی نوع كانت تؤثر فی وضع الأمة، و فی تصرفاتها، و فی حیاتها، و سلوكها علی المدی الطویل .. و تتحكم - الی حد ما - فی مستقبلها . و ان العامل التاریخی له أثر كبیر فی فرض المستوی الذی یعیشه المجتمع بالفعل، سواء فی ذلك الأدبی منه، أو العلمی، أو الدینی، أو السیاسی، أو الاقتصادی، أو غیر ذلك ..
و غنی عن القول هنا .. أن التأثر بالأحداث یختلف من أمة لأخری، و من عصر لأخر ..